أكلات العيد: تنوع ثقافي وكرم ضيافة في العالم العربي
تُعتبر أعياد الفطر والأضحى من أبرز المناسبات الدينية والاجتماعية التي يحتفل بها العرب، حيث تتزين البيوت وتُعد الولائم، مما يعكس روح الفرح والكرم. تختلف الأطباق التقليدية من بلد إلى آخر، لكنها تتقاطع في كونها رموزًا للتراث الثقافي الغني لكل دولة.
أطباق العيد في الدول العربية
في المملكة العربية السعودية، تبرز الكبسة كطبق أساسي، حيث تُعد من الأرز المطهو مع اللحم أو الدجاج، مضافًا إليها مجموعة من البهارات الخاصة. ويُعتبر المفطح، الذي يتكون من لحم ضأن كامل يُطهى ويُقدم مع الأرز والبيض المسلوق والزبيب، رمزًا للكرم في الضيافة السعودية.
أما في مصر، فتتألق الفتة كأشهر أطباق عيد الأضحى، حيث تتكون من الأرز والخبز المحمص ومرق اللحم مع صلصة الثوم والخل، وتُقدم بجانب لحم الضأن. وفي عيد الفطر، يُبدع المصريون في إعداد الكعك المحشو بالتمر أو الملبن أو العجوة، وهو من الحلويات التقليدية المرتبطة بهذه المناسبة.
وفي بلاد الشام، التي تشمل سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، تحتل المعمول مكانة خاصة كحلوى عيد، حيث يُحشى بالتمر أو الجوز أو الفستق. ومن الأطباق الرئيسية، يُعتبر المنسف الأردني من أشهر الأكلات، حيث يتكون من لحم الضأن المطبوخ باللبن الجميد ويُقدم مع الأرز والخبز.
في العراق، يُعد طبق القوزي، وهو لحم مشوي يُقدم فوق أرز مع المكسرات، من الأطباق الفاخرة في المناسبات. كما تشتهر العائلات العراقية بإعداد الكليجة، وهي حلوى تقليدية تُحشى بالتمر أو الجوز وتُخبز في أفران الطين أو الحديثة.
أما في المغرب العربي، فتتعدد أطباق العيد بين الكسكس باللحم والخضار والطاجين المغربي الغني بالتوابل واللحم المجفف، بالإضافة إلى حلويات مثل الشباكية والغريبة التي تُحضّر خصيصًا في الأعياد.
إن أكلات العيد في العالم العربي ليست مجرد طعام، بل هي جزء لا يتجزأ من التراث والهوية الثقافية التي تتناقلها الأجيال، وتجمع العائلات حول موائد المحبة والفرح، مما يعكس روح التعاون والتواصل بين الأفراد.
