تأثير فيروس كورونا على حركة التجارة العالمية

Mariam

إن التجارة العالمية قد عانت من عدة صدمات مؤخرًا على مدار الثلاث سنوات الماضية منذ أن عمّت جائحة كورونا العالم حتى اختلت كافة الموازيين سواء السياسية أو الاقتصادية، حتى لم يظل الأمر مقتصرًا على الجائحة فقط حيث تداعت إلى الساحة الحرب في أوكرانيا وتأثيراتها الممتدة، فاجتمعت الظروف معًا وتكاتفت محدثة أثرًا سلبيًا على مسار حركة التجارة عالميًا.

تأثير فيروس كورونا على حركة التجارة العالمية

لقد كشفت التقارير المحللة للسياسات الاقتصادية أن التجارة العالمية قد أخذت في الانخفاض بوتيرة سنوية سريعة منذ 3 سنوات، وأُقرّ نصًا أن “ارتفاع أسعار الفائدة بدأ يؤثر على الطلب العالمي على السلع”، ونتيجة هذا التأثير قد ارتفعت معدلات التضخم عالميًا صاحبها سياسات التشديد النقدي من قبل البنوك المركزية رغبة في السيطرة على التضخم وأثره على الاستثمار ومعدلاته.

تأثير فيروس كورونا على حركة التجارة العالمية
تأثير فيروس كورونا على حركة التجارة العالمية

آثار تراجع حركة التجارة العالمية

بناءً على التقارير الصادر فقد كشفت عن عدة آثار توضح مدى تأثير فيروس كورونا على حركة التجارة العالمية والذي ظهر في التالي:

  • تراجع أحجام التجارة بنسبة 3.2% لشهر يوليو 2026 ويعدّ أكبر انخفاض منذ الأشهر الأولى لوباء كورونا 2020.
  • تباطؤ النمو العالمي وضعف الطلب على صادرات السلع العالمية نتيجة ارتفاع التضخم.
  • ازدادت أسعار فائدة البنوك المركزية بشكل كبير خلال عام 2026.
  • زيادة الإنفاق على الخدمات المحلية وإعادة فتح الاقتصادات بعد عمليات الإغلاق.
  • بلغت غالبية دول العالم انخفاض أحجام التجارة في يوليو نتيجة التحول واسع النطاق في أحجام الصادرات.

عوامل مؤثرة في تباطؤ حركة التجارة العالمية

لقد أفضت دراسات أساتذة الاقتصاد والمالية العامة إلى عدة تصريحات، أبرزها ما قدمها الدكتور أحمد العجمي في عدة عوامل رئيسية تدفع إلى خمول حركة التجارة العالمية، وهي كما التالي:

  • الصراعات التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية وما يتبادل بين الطرفين من عقوبات، كما أن هذا في وقت تسعى به الصين وروسيا إلى السير وفق جانب جديد بالتجارة الدولية يأتي من رغبة التخلي عن الدولار الأمريكي.
  • التداعيات الاقتصادية المرتبطة بالحرب في أوكرانيا منذ 24/2/2026 إلى الوقت الراهن.
  • عدم التعافي بشكل كافٍ في الصين والإغلاق الذي شهدته لفترة طويلة بعد جائحة كورونا، وهو ما أثر بشكل ملحوظ على الإمداد.
  • ضعف القدرة الشرائية لدى الكثير نتيجة ارتفاع التأمين وتكلفة شحن البضائع، بما أثر بشكل مباشر على السلع وبالتالي الانعكاس على معدلات الطلب، وبقاء معدلات التضخم في ازدياد.
  • كما يتدخل ارتفاع سعر النفط في عوامل التأثير على حركة التجارة، حيث يصل البرميل إلى 100 دولار وكان هذا قبل انتهاء عام 2026 مما يترك هذا أثرًا منعكسا على الأسعار والشحن وبالتالي التأثير المباشر على حركة التجارة العالمية.

كيف تتعافى حركة التجارة العالمية؟

نستنبط مما ذُكر آنفًا أن تأثير فيروس كورونا على حركة التجارة العالمية سلبيًا له ارتباط بشكل كبير بالصين، مما يأخذنا أن في تعافيها عودة للتجارة العالمية لسابق عهدها قبل اجتياح كوفيد – 19، وأتى حول هذا ما يلي:

إدارة الجمارك الصينية:   أشارت أن الصادرات شهدت انخفاض بنسبة 8.8% بشهر أغسطس مقارنة بالشهر نفسه العام الذي يسبقه، أما الواردات فتداعت إلى 7.3% مما سبب هذا فائضًا تجاريًا بقيمة 68 مليار دولار.
البنك المركزي الصيني:  أشار أن الإنتاج الصناعي العالمي انخفض بنسبة 1.0% نتيجة انخفاضات حادة في الإنتاج في اليابان ومنطقة اليورو، في حين ارتفع الناتج الصناعي الأمريكي إلى 7.0% مما بعث آمالًا مع تراجع التضخم إلى مستوى مقبول.

لقد شهدت حركة التجارة العالمية مؤخرًا محطات فاصلة أثرت عليها تأثيرًا مباشرًا كان استهلالها بجائحة كورونا، ولم يكن تلاشيها باللقاح حلًا مباشرًا، حيث تدخلت عوامل الحرب والسياسية في مقدمة الساحة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *