لقد قام الدار الإفتاء المصرية بتوضيح الاختلاف بين العلماء حول معنى يوم الحج الأكبر، وما الفرق بينه أو علاقته بيوم عرفة، حيث يتبادر هذا السؤال الى أذهان العديد من الناس، ولذلك سنشرح في هذا المقال كل ما يخص يوم الحج الأكبر وما سبب تسميته بهذا الاسم، فتابع معنا.
هل يعتبر يوم عرفة يوم الحج الأكبر
محتويات المقال
أقر أهل العلم أن يوم الحجّ الأكبر هو يوم النَّحر، وهو اليوم العاشر من ذي الحجّة، يقول الله -تعالى-: (وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ)، ومن ضمن الدلالات أيضاً لأهل العلم على أنّ يوم الحجّ الأكبر هو يوم النَّحْر؛ حديثَ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في يوم النَّحْر وهو يخطب بالصحابة -رضوان الله عليهم-، إذ قال: (أيُّ يومٍ هذا ؟ قالوا : يومُ النَّحرِ، قالَ: فأيُّ بلدٍ هذا؟ قالوا: هذا بلَدُ اللَّهِ الحرامُ، قالَ: فأيُّ شَهْرٍ هذا؟ قالوا: شَهْرُ اللَّهِ الحرامُ، قالَ: هذا يومُ الحجِّ الأَكْبرِ).
يوم النحر
يوم النحر هو اليوم الموافق 10 من شهر ذي الحجة، ويقوم الحجاج فيه بأداء معظم أعمال الحج ويأتي يوم النحر بعد يوم عرفة المبارك، وبعده أيام التشريق المعظمة وذُكر عن النبي- صلى الله عليه وسلم (أفضل الأيام عند الله يوم النحر). ويأتي يوم النحر بعد يوم عرفة العظيم، وتليه أيام التشريق المباركة، وكل هذه الأيام هي أعياد للمسلمين، قال عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب). الاعمال التي يقوم بها الحاج في يوم النحر:
- في ليلة يوم النحر يبيت الحاج بمزدلفة، ويقوم بالدعاء والذكر بعد صلاه الفجر مباشرةً وحتى طلوع الشمس.
- عند طلوع الشمس يبدأ الحاج ببدء مراسم التكبير (الله اكبر الله اكبر).
- في هذا اليوم يقوم الحاج برمي جمره العقبة.
- يتم في هذا اليوم ذبح الأضاحي طاعة لله عز وجل.
- يتم حلق شعر الرأس للحاج والتحلّل من الإحرام.
- يتم فيه الطوافان بالبيت والسعي بين الصفا والمروة.
لماذا سمُي بالحج الأكبر
ما السبب وراء تسمية يوم الحج الأكبر بهذا الاسم، فإن هذا يرجع إلي:
- أن أداء الحج في أيام شهر ذي الحجة هو الحج الأكبر ، لأن المشار أليه بالحج الأصغر هي: تلك الأيام التي تقام فيها مناسك العمرة.
- الوقوف بعرفة في حد ذاته يعتبر الحج الأكبر لأنه توجد فيه معظم الشعائر، وكذلك يوم النحر، لأنه يحدث فيه نفس ما يتم فعله في يوم الحج الأكبر.
- سمي ذلك اليوم بيوم الحج الأكبر لأنه كما قال الحسن فيه اجتمع المسلمون والمشركون علي حدً سواء.
- معني اليوم الأكبر الوقوف بعرفة واليوم الأصغر النحر وذلك وفقًا لرواية عطاء ومجاهد.
- يعرف الحج الأكبر القران، والحج الأصغر الإفراد.
أعمال يوم النَّحْر
لقد قام الفقهاء فيما بينهم بالتداول والبحث عن ما هي الأعمال التي يقوم الحاج بتأديتها في يوم النحر وفي النهاية لقد تم فصل القول فيها وقد تناولت آراء جميع المذاهب الفقهية الأربعة على النحو التالي:
المذهب الحنفي
يري أنه يجب أولاً أن يبدا الحاج بالرمي، ثم يقوم بالذبح إن أراد ذلك، ثم يحلق من شهر الرأس الربع فقط وذلك هو الأفضل، ويجوز أن يقصر عن ذلك، وبعدها يتحلّل التحلُّل الأوّل، فيجوز له كُلّ شيء ما عدا النساء، ثُمّ يقوم بالطوفان والذي يكون موعده خلال أيّام العيد المبارك.
المذهب المالكي
بالنسبة للمذهب المالكي يرى أن يقوم الحاج في بالترتيب في الأعمال علي النحو التالي يبدأ أولاً برمي جمرة العقبة ويتم ذلك في يوم النحر، والخطوة التالية هي أن يحلق شعر الرأس، ثم بعد ذلك يقوم بطواف الإفاضة، وإن سبق أحد هذه الخطوات الأخر فيجب دم.
المذهب الشافعي
يرى المذهب الشافعي أنه في يوم النحر من الضروري فعل أربعة أعمال وهي رمي جمرة العقبة، والقيام بذبح، حلق شعر الرأس، الطواف أما بالنسبة لمسألة الترتيب بين تلك الأعمال فهو من السنه وليس واجباً.
المذهب الحنبلي
يري المذهب الحنبلي أن أمر التقديم أو التأخير في أداء خطوات الحج من رمي جمرة العقبة، أو الحلق، أو الطواف وذلك في حالة إن حدث لبس ولكن لا مشكله في ذلك فإن اختلف الترتيب فيعتبر الحج صحيح ولا شيء عليه.
واستدل المذهب الحنبلي بما رواه أنس -رضي الله عنه- في الصحيح عن حجّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَمَّا رَمَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ الجَمْرَةَ وَنَحَرَ نُسُكَهُ وَحَلَقَ نَاوَلَ الحَالِقَ شِقَّهُ الأيْمَنَ فَحَلَقَهُ، ثُمَّ دَعَا أَبَا طَلْحَةَ الأنْصَارِيَّ فأعْطَاهُ إيَّاهُ، ثُمَّ نَاوَلَهُ الشِّقَّ الأيْسَرَ، فَقالَ: احْلِقْ فَحَلَقَهُ، فأعْطَاهُ أَبَا طَلْحَةَ، فَقالَ: اقْسِمْهُ بيْنَ النَّاسِ).
ختاماً يعتبر يوم الحج الأكبر هو يوم النحر حيث تتم فيهم الإثنين نفس الشعائر الدينية الخاصة بالحج من: الطواف بين الصفا والمروة والإحرام والحلق ورمي جمرة العقبة وهما من أعظم وأفضل الليالي التي خلقها الله على الأرض ومنّ على عباده بها، ويجب عدم تفويتها واستغلالها في التضرع والتقرب إلى الله تعالى.
