تحرير سعر الصرف يُعدّ مفهوم اقتصادي خاص بعملية إزالة القيود على تحديد قيمة العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية الأخرى وهذا يوفر للسوق الحر إمكانية تحديد قيمة العملة بناءً على العرض والطلب ويُعتبر من أهم الأدوات الاقتصادية التي تُستخدم لتعزيز الاستقرار الاقتصادي في الدول وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
معنى تحرير سعر الصرف
محتويات المقال
هناك نظم اقتصادية تقليدية يتم فيها تولى تحديد أسعار الصرف من قبل الحكومات والبنوك المركزية عبر سياسات مُحددة وإجراءات رقابية، إلا أن في نظام تحرير سعر الصرف يتم ترك قيمة العملة حتى تُحدد بواسطة قوى السوق بناءً على حجم العرض والطلب في السوق.
تحرير سعر الصرف قد يتخذ أشكال عديدة منها التعويم الحر، وفيها يتم ترك العملة حتى تتقلب دون تدخل مباشر من السلطات المالية أو التعويم المدار وتتدخل السلطات بشكلٍ جزئي من أجل ضبط الأسعار عند الحاجة.
أسباب تحرير سعر الصرف
في سياق الحديث عن معنى تحرير سعر الصرف وأسبابه وعيوبة على الاقتصاد، فقد تناولنا أن تحرير سعر الصرف هو عملية اقتصادية صعبة تحتاج توازن دقيق بين السماح للسوق بتحديد الأسعار وضمان استقرار الاقتصاد الوطني، وهناك أسباب عديدة تدفع الدولة لتحرير سعر الصرف ومنها:
- يمكن للأسواق تحديد الأسعار بشكلٍ دقيق بناءً على الظروف الاقتصادية الحقيقية وذلك يُعزز من الكفاءة الاقتصادية.
- تعزيز تنافسية الدولة في الأسواق العالمية وتصبح أسعار السلع والخدمات أكثر انعكاسًا للقيمة الفعلية.
- إن سوق الصرف شفاف وحر ويُمكن أن يكون أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب الذين يبحثون عن استثمارات ذات مخاطرة مُحددة.
- تقليل العجز التجاري عند تحديد قيمة العملة بناءً على العرض والطلب الذي يؤدي إلى تصحيح الاختلالات في الميزان التجاري.
عيوب تحرير سعر الصرف على الاقتصاد
هناك فوائد عديدة تصاحب تلك العملية إلا أن هناك عيوب أخرى يكون لها تأثيرات على الاقتصاد الوطني، سوف نتناولها تفصيليًا في السطور التالية:
- تقلبات حادة في قيمة العملة الوطنية وذلك يُزعزع من استقرار الاقتصاد ويؤثر سلبًا على التخطيط المالي للشركات والأفراد.
- ارتفاع تكلفة الواردات وزيادة تكاليف السلع والخدمات المستوردة وذلك يرفع من معدلات التضخم ويؤثر على القدرة الشرائية للمواطنين ويزيد من تكاليف المعيشة.
- في حال أن الديون الخارجية مقومة بعملات أجنبية فإن انخفاض قيمة العملة الوطنية سوف يزيد من حجم تلك الديون بالعملة المحلية ويؤثر سلبًا على المالية العامة للدولة ويؤدي إلى حدوث أزمات مالية إذا لم يتم التعامل مع الأمر بحذر شديد.
- قد يؤدي لحدوث تقلبات تجعل من الصعب على الشركات الاستثمار وفي حالة أن قيمة العملة ارتفع بشكلٍ مفاجئ فقد تتأثر القدرة التنافسية للصادرات ويؤدي ذلك لخسارة الأسواق الخارجية وتراجع العائدات.
- التأثير السلبي على الاستقرار الاقتصادي وفي حالة عدم وجود سياسات اقتصادية داعمة فإن البلاد سوف تواجه مشاكل في السيطرة على التضخم.
- تصبح العملة هدف للمضاربين في الأسواق المالية والمصارية تزيد من تقلبات العملية وتتسبب في حدوث أزمات مالية.
- ارتفاع تكلفة السلع الأساسية والخدمات وذلك يؤثر على الفئات الضعيفة في المجتمع ويزيد الفقر والصعوبات الاقتصادية للفئات التي لا تملك القدرة على التكيف مع التغيرات السريعة في الأسعار.
- التأثير السلبي على النمو الاقتصادي إذا ساعد على زيادة عدم التأكد في الأسواق كما أن الشركات قد تكون أقل استعدادًا للاستثمار والتوسع في بيئة اقتصادية متقلبة.
إيجابيات تحرير سعر الصرف
تحرير سعر الصرف أداة اقتصادية يمكن أن تقدم إيجابيات عديدة مثل تحسين التنافسية التجارية واستقطاب الاستثمارات الأجنبية لتعزيز الاستقرار الاقتصادي والتشجيع على الإصلاحات الهيكلية، وفيما يلي إليكم الإيجابيات:
- تعزيز الكفاءة الاقتصادية وتخصيص الموارد بشكلٍ أكثر فعالية.
- تعزيز تنافسية الدولة في الأسواق العالمية وتفاعل العملة بشكلٍ أكثر مرونة مع التغيرات الاقتصادية لجعل السلع والخدمات المحلية أكثر جاذبية وأقل تكلفة بالنسبة إلى المستوردين الأجانب وذلك يُحسن من الصادرات.
- زيادة الشفافية والحدّ من المخاطر المتعلقة بتقلبات العملية التي تتحكم فيها الحكومة.
- انخفاض قيمة العملة الوطنية في حالة وجود عجز تجاري كبير وذلك الانخفاض يُعزز من القدرة التنافسية للصادرات ويحدّ من تكلفة الواردات لتحسين الميزان التجاري وتقليل العجز.
هكذا نختم مقالنا عن معنى تحرير سعر الصرف وأسبابه وعيوبة على الاقتصاد حيثُ يُعتبر من أهم الأدوات الاقتصادية التي تُستخدم في الدول لتعزيز الاستقرار الاقتصادي وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
